السبت، 15 ديسمبر 2012

الحرف الوطــــــــــــــــنية التقلــــــــــــــيدية

الحرف الوطنية التقليدية
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجنمع العماني في كل نواحي الحياة الا ان الحفاظ على التراث العماني الاصيل شكل ركيزة اساسية للدولة العصرية وملحما من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار ان التراث عنصر اساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني الى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في ادوات ووسائل الانتاج.

وتمثل عملية تسجيل وتوثيق الصناعات الحرفية في كل مناطق وولايات السلطنة خطوة ضرورية للحفاظ على على هذه الصناعات والعناية بالعاملين فيها , فان ندوة "حماية الصناعات الحرفية " شكلت ركيزة هامة لبلورة استراتيجية  وطنية للنهوض بالحرف التقليدية وبالصناعات الحرفية خاصة وإنها أصبحت احد عناصر الجذب السياحي عبر الإسهام في كثير من المعارض التي يتم تنظيمها داخل السلطنة وخارجها .
وبينما تم صقل مهارات القائمين على هذه الحرف وتشجيعهم وتنظيم دورات متخصصة لهم وشراء إنتاجهم الحرفي وإقامة المعارض للتعريف به وتسويقه. تم انشاء مراكز تدريب للحرف الوطنية في كل من بهلاء وسمائل وصور لتعليم المواطنين هذه الحرف بالاضافة الى مصنعين احدهما في بهلاء والاخر في سمائل لانتاج مواد الحرف الوطنية التي تجد اقبالا متزايدا عليها من المواطنيين والسائحين على السواء.
صناعة السفن
تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري، ينسج على عباءة التاريخ بأحرف من ذهب أمجاداً بحرية، سطرتها الأشرعة، والسواعد السمر، التي رفعت مجد عمان، مع إرتفاع شراع كل سفينة. وعبر آلاف السنين، قامت في أنحاء السلطنة، صناعات بحرية متقدمة، في ذلك الزمن، حيث يعود تاريخ الملاحة البحرية في عمان، الى أقدم عصور التاريخ، منذ المحاولات الأوغ التي قام بها الإنسان لشق مياه البحار، بإستخدام الصاري والشراع. ولما كانت عمان، تقع على ملتقى طرق بحرية هامة، تربطها بالخليج والهند، والبحر الأحمر وأفريقيا الشرقية، ومنذ ذلك الحين والعمانيون يلعبون دوراً هاماً في تاريخ الملاحة البحرية في المنطقة، سواء على صعيد الملاحة التجارية، أوعلى صعيد بناء السفن وتصميمها.

وبفضل صناعة السفن المتقدمة، في ذلك الزمن، أصبحت عمان أول دولة غير أوروبية يصل نفوذها الى أفريقيا، ويستمر هناك مئات السنين. كما كانت، في فترات أخرى، قوة بحرية سياسية مؤثرة إمتدت علاقاتها وصلاتها الى الصين، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وشكلت البحرية العمانية، عبر تاريخ عمان المديد، اليد الطولي والقوية لها، وكانت أداة إقتصادية هامة، أسهمت في إزدهار عمان الاقتصادي، سواء عن طريق التبادل التجاري، الداخلي والخارجي والنقل، أو صيد الأسماك، ومحار اللؤلؤ. وما السفينة الحربية سلطانة، التي أرسلت الى ميناء نيويورك في الولايات المتحدة، تحمل هدايا السيد سعيد بن سلطان للرئيس الأمريكي، إلا شاهداً جلياً على عظمة الأسطول العماني في ذلك الوقت.

وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن، حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب بإستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وقد أكد الجغرافيون العرب، مثل الإدريسي وابن جبير، اللذان يعتقدان أن المراكب المخرزة بالليف، ذات القيعان المفرطحة، أكثر مرونة وأمناً إذا أصابت قاعاً قريباً، فإصدمت بالصخور، أو جلست عليها، مما لو كانت مثبتة بمسامير حديدية . وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير)، وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر.

ومن أهم الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن: (الساج - البنطيق) والتي تستورد من الهند، بالإضافة الى أخشاب أشجار (القرط والسدر والسمر) الموجودة في السلطنة، والتي يصنع منها ضلوع السفينة. أما الأدوات المستخدمة في بناء السفن، فجميعها بدائية وبسيطة، كالمطرقة والمنشار، ومثقاب الخيط والقوس والأزميل، والسحج وحديدة القلفطة.

وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها، بعض منها لم يعد مستخدماً الآن، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً. وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشا شة، والماشوة).

وللسفن أنواعها وأحجامها، فالسفينة (البغلة)، وهي الأكبر ، يبلى طولها 135 قدماً، وتتراوح حمولتها ما بين مائة وخمسين وأربعمائة طن. ومركب (الغنجة) تبلى حمولتها بين مائة وخمسين وثلاثمائة وخمسين طناً، ويستغرق بناؤها بين 9و10 أشهر، ومركب ( السنبوق )، ويمتاز بعدم إستخدامه للمسامير، وهو أهم المراكب العمانية، لعراقته في القدم و يوجد في ظفار، ويشارك في بناء السفينة كل من(الأستاذ)، الذي يتوغ قيادة العمل والإشراف عليه، و(الجلاف) الذي ينفذ تعليمات الأستاذ حرفياً، والأستاذ بدوره يستمع بإحترام الى ملاحظات الجلاف.

وتحرص الحكومة على تشجيع بناء مجسمات صغيرة للسفن العمانية يتم الإستفادة منها في أعمال الديكور والمشاركة في المعارض داخل وخارج السلطنة. كما أن النشاط السياحي البحري المتنامي في البلاد قد زاد من حجم الطلب على بعض الأنواع من السفن، بالإضافة الى الإقبال على ترميم السفن القديمة، والإستخدام المتنامي للسفن الكبيرة في صيد الأسماك.
الغزل
كان النسيج لا يزال موجودا في العديد من المدن والقرى على الرغم من أن معظم النساجين كانوا من الرجال المسنين. إن عملية تمشيط المادة المنسوجة وغزلها تتم بواسطة آلات تقليدية مصنوعة من سعف النخيل بينما يتم تصميم النول بطريقة تقليدية. وكان النسّاج يجلس فيما يشبه الحفرة بينما تمتد أمامه خيوط النسيج البالغ طولها حوالي عشرين أو ثلاثين قدما. أما القماش الذي يتم نسجه فكان يستخدم لعمل (الوزرة) أو (اللنجي) الذي يرتديه الرجال. أما اليوم فإن مهارة النسّاج مرتبطة بروح الحماس المتوفرة لديه. أما أسرار طرق النسج فقد انتقلت للأجيال اللاحقة بواسطة أصحاب  المهنة التقليديين من المسنيين. وتكثر هذه الصناعة عند البدو في المناطق الوسطى والشرقية من عمان.
الفخار
يعود تاريخ صناعة أول فخاريات وجدت في عمان إلى عهد جمدت نصر (بداية الألف الثالث قبل الميلاد) وقد صنع الفخار الذي يمكن الانتفاع منه منذ أن بدأ الإنسان يحتاج للأواني . أما الفخار الذي لا يزال يصنع في القرى حتى السبعينات فهو يستخدم في أغراض عملية إلى حد كبير،  وهو يشمل أواني ذات مسام لحفظ المياه وأواني للطبخ وأكوابا. ويعتمد مستوى الإنتاج والطرق المتبعة على نوعية الطين المتوفر وعندما يكون الطين من النوعية السيئة تكون الطرق المستخدمة  بدائية.
 لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة.
 كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار  في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام  في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة.
وإن كل صانعي الفخار في شمالي عمان هم من الرجال بصورة أساسية، فان النساء أيضا كن يقمن بصناعة مواد من الفخار في صلالة كالمباخر الجذابة والملونة، وطاسات للمياه وغيرها من المواد التي يحتاج الناس إليها، ويتم ذلك يدويا من دون عجلة بالإضافة إلى أن صنع الفخار المزخرف  يقوم به أفراد ذوو كفاءة عالية فيصنعون أشكالا كالقوارب والسيارات والطائرات .
 وتتميز بهلاء بجرارها الكبيرة المستخدمة  في عملية تخزين التمر ومن ضمن الأشكال الأخرى  المنتجة هنالك المباخر ومزاريب السطوح وجرار الماء وأكواب المياه وجرار اللبن وأواني الحلوى أما أواني الطعام فتصقل من الداخل، وفي القرون الماضية  كان يستخدم الزجاج المصنوع في صحار من أجل عملية الصقل هذه  أما الصقل الذي تم في فترات لاحقة فكانت تدخل في مواد محلية ذات نوعية أقل جودة.
ويمكن تكييف المواد الأساسية للمنتج تبعا للغرض المصنوع من أجله ومثال ذلك إن يضاف الرمل إلى خليط الطين من لجعل جرار الماء تحوي عددا أكبر من المسامات. ويستطيع صانع الفخار الماهر صنع أكثر من خمسين جرة  في اليوم الواحد . ويتم  تناقل أسرار المهنة من جيل لآخر  وعادة ما يكون ذلك في نفس الأسرة  وقد احتفظت بعض العائلات  بهذه المهنة لقرون عدة  وقد أخبر صانع  فخار في صلالة أحد الزوار الخبراء أنه ورث أعماله الفخارية وأنها وصلت إليه من أسلافه في القرن السادس عشر وهو تاريخ أثبتت الدلائل صحته.
فخار ظفار
غالبا ما تكون محارق البخور في ظفار من الفخار المزين بالألوان الزاهية وقد بقي أحد معامل الفخار هذه بيد أسرة واحدة في صلالة لمدة خمسمائة سنة. وظفار نفسها هي موطن شجرة لبان  البخور وقد كانت لقرون خلت مركزا واسعا للتجارة العالمية في البخور. وما زال صمغ البخور يستعمل على نطاق واسع في الشرق الأوسط وفي الكنائس المسيحية في الغرب.
البخور
من الصناعات العمانية التقليدية التي اشتهرت بها عمان " صناعة اللبان " التي جاءت من شهرة محافظة ظفار منذ القدم بزراعة أشجار اللبان حيث كان اللبان العماني من أجود البخور رائحة وطيبا، وقد أخذت تجارة اللبان دورها التاريخي في تصدير هذا المنتوج إلى أسواق جزيرة العرب ومنها إلى دول العالم وكان مصدر تسويق هذه التجارة مدينة سمهرم التاريخية التي أنشئت بالقرب من ولاية طاقة، وقد أدخل اللبان في صناعة البخور والعطور المختلفة والمتنوعة مما جعل لهذه المنتوجات مميزات خاصة وشهرة واسعة وحتى يومنا هذا لا يزال البخور العماني يحتفظ بصدارته بين أنواع الأطياب الأخرى وعليه الإقبال الوافر والطلب المستمر من دول الخليج العربي ودول العالم.
الحلوى العمانية
تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة، ذلك لأنها مرتبطة بالإنسان العماني ارتباطا وثيقا تمثل ماضية العريق في عاداته وتقاليده وأسلوب حياته.
ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين.
وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان.

كما أن الحلوى يمكن أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة أشهر بدون أجهزة أو مواد حافظة.
وعادة ما تقدم الحلوى في( الدست)، وهو طبق دائري كبير خاص بالحلوى، إلا أنه تختلف نوعيات وأحجام أواني التقديم فمنها الفخار والمعدن والبلاستيك، وذلك حسب الطلب ونوعية المناسبة.
فالحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني من الحلوى العمانية خاصة أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية وغيرها إنها بحق زينة المائدة العمانية.
فن النقش على الخشب
يعكس فن النقش على الخشب باستثناء أعمال المجوهرات والفضيات ذروة الأعمال الفنية في عمان، وتعتبر الأبواب المنقوشة ببراعة وبطريقة مزخرفة سمة تميز كل مدينة وقرية عمانية سواء في محافظة الداخلية أو في المحافظات الواقعة على الساحل. كما توجد أبواب مشابهة في بعض مناطق شرق إفريقيا وذلك عائد إلى التأثير العماني الذي كان سائدا هناك. لقد كانت هذه الحرفة التقليدية تستخدم زخرفات لتصاميم معينة تنقش على مؤخرة السفينة وعلى سطحها المرتفع. ولم يتلاش هذا الفن في عمان حيث لا يزال النقش على الخشب موجودا لتزيين الأبواب والسفن على حد سواء وبخاصة في مدينة صور التي لم تتغير فيها طريقة هذه الحرفة أو الطراز الذي تستخدمه منذ عدة قرون. وغالبا ما تنقش على الأبواب آيات قرآنية كريمة والتاريخ الذي تم نقشها فيه.
 إن التصاميم المنقوشة على الأبواب والنوافذ العليا هي تصاميم إسلامية متنوعة تعكس نماذج هندسية أو أشكال أزهار ويعتبر نقش الأزهار والأوراق من بين النماذج الأكثر شيوعا. واشتهرت مدينة صور بسفنها الكبيرة التي بنتها لتمخر عباب المحيطات وكانت مؤخرات هذه السفن وأسطحها تزين بنقوش في غاية الجمال والبراعة. ومما يدعو للأسف انه لم يبق أي من هذه السفن الكبيرة، ومن هنا لا يمكننا تقدير جمال تلك النقوش إلا من خلال صور ورسومات قديمة. ومهما يكن من أمر فان الأدوات القديمة التي استخدمها النجارون والنقاشون كالأزميل ومثقاب الخشب والقدوم والمطرقة والمثقاب المقوس قد بقيت ولا يزال يستخدمها بناة السفن حتى يومنا هذا.
صناعة الحلي والفضيات:
تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات السعيدة إضافة إلى إنها كانت تمثل قيمة اقتصادية نظرا لكونها من الصناعات التي يعاد تصنيعها لذلك كانت ترتبط بالأوضاع الاقتصادية للمجتمع العماني ارتباطا بالوضع الاجتماعي والحلي متمثلة في زينة المرأة كالمرية والخواتم والحجول كانت تؤكد وتكرس لموروث بيئي واجتماعي يعتز به العمانيون ولا يزالون يحافظون عليه حتى وقتنا الحالي مع ادخال كثير من التجديد عليه..
وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح  الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات.
السعفيات
المشغولات السعفية من أشهر الصناعات الحرفية التي تشتهر بها محافظة الوسطى في البلاد وقد جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.

اهتمام الدولة بالتراث

التراث
اهتمام الدولة  بالتراث
يهتم جلالة السلطان المعظم وحكومته الرشيدة اهتماما بالغا بالتراث العماني، حيث تم تخصيص عام 1994 عاما وطنيا للتراث كما ان النظام الاساسي للدولة ينص على ان ترعى الدولة التراث الوطني وتحافظ عليه .
وتمتلك السلطنة العديد من المواقع الاثرية ذات الأهمية الكبيرة ليس فقط على الصعيد العماني ولكن على الصعيد العالمي ايضا, وقد تم تسجيل العديد من المواقع الاثرية العمانية ضمن قائمة التراث العالمي لأهميتها على المستوى الحضاري  للبشرية , وقد ادرجت اليونسكو نظام الافلاج العمانية الى قائمة التراث العالمي باعتباره جزءا اصيلا من نسيج حياة المجتمع العماني  ومن اهم الموروثات الحضارية العمانية التي تعبر عن قدرة الانسان العماني على مواجهة التحديات سعيا لبناء الحضارة واثراء التراث الانساني فكرا وعملا وابداعا حسبما اشار جلالة السلطان المعظم في كلمته التي وجهها الى الدورة 23 للمؤتمر العام لليونسكو في اكتوبر 2005 , ومن العروف ان السلطنة عضو في لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو .
وعمان هي كنز للفنون التقليدية والشعبية ومن خلال الفنون المختلفة يعبر الانسان العماني عن ذاته ومورثاته وأنماط حياة الآباء والاجداد., ونحن نجد ان الفنون الشعبية في كل ولايات السلطنة تعبر عن خصوصية المكان والإنسان. كما أنها تقوي روح الجماعة والتماسك الوجداني والفني لمجموع الشعب العماني. واهم شيئ هو ان العمانيين ما زالوا متمسكين بممارسة هذه الفنون في المناسبات المختلفة.
 تعتبر القلاع والحصون  والابراج والاسوار والبيوت والمساجد الاثرية , التي تقف شامخة في كل محافظات ومناطق وولايات السلطنة , من ابرز شواهد التاريخ العماني فهي تجسد جانبا من عظمة الشعب العماني واسهامه الكبير في الحضارة الانسانية وذلك في ضوء أهميتها التاريخية والثقافية والهندسية والمعمارية والدفاعية والحياتية ايضا ,  وتمثل براعة فن وهـندسة البناء العمانية وتـفاعلها التام مع احتياجات الانسان العماني الاجتماعية والدفاعية وخبرته بالفنون المعمارية منذ مراحل تاريخية مبكرة , وقد تم ادراج عدد من الحصون والقلاع العمانية ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو لاهميتها وقيمتها الاثرية والتاريخية ومنها على سبيل المثال قلعة بهلاء وحصن جبرين.
والى جانب اجراء العديد من الدراسات  والبحوث التاريخية توثيقا لهذه  الاثار العريقة ,فانه يتم كذلك ترميم القلاع والحصون والابراج بأساليب علمية وبمشاركة كوادر عمانية مدربة جيدا , وذلك حفاظا عليها وتسهيلا لزيارتها والاستفادة بها . وذلك ضمن خطة متـكاملة وعلى نحو يعيد هذه الكنوز الحضارية إلى حالتها التي كانت عليها وباستخدام نفس الأدوات والمواد التي بنيت بها منذ مئـات السنين وتدريب كوادر وطنية متخصصة للقيام بذلك بمساعدة خبرات من الدول الشقيقة والصديقة.
 جدير بالذكر ان مسوحا اثرية تجري في صحراء الحقف الرملية  بالمنطقة الوسطى وذلك بالتعاون مع فريق أمريكي من جامعة تكساس الأمريكية و للبحث عن الأدوات الحجرية التي تنتمي للحضارة الآشورية، للقيام بدراسة حول هجرة الإنسان الأول من أفريقيا لآسيا مرورا بعمان حين كانت أفريقيا وآسيا متصلين بجسر من اليابسة نتيجة لعدم تكون أخدود البحر الأحمر في ذلك الزمن., كما تجري اعمال تنقيب اخرى في عديد من المواقع االأثرية , منها حفريات في حصن الحزم  بالرستاق ومدفنة قرية صفرى بولاية ينقل ومدفنة حي العزيزي بولاية ضنك , وعدد من المدافن في بوشر , وكذلك مجموعة من المدافن في قرية محلياء بولاية المضيبي , وتجدر الاشارة الى انه تم العثور على كنز اثري في قرية سعال بولاية نزوى يتمثل في جرة فخارية عثر عليها في جدار احدى الغرف بمنزل طيني وقد حوت الجرة (456) عملة فضية من نوع الدراهم ومكتوب عليها تواريخ هجرية مختلفة .
وفي مجال التنقيبات الأثرية تتواصل الأعمال الأثرية من اجل الحصول على صورة متكاملة للتطور الحضاري في الجزء الشرقي من السلطنة المتمثل في منطقة جعلان خلال الفترة الممتدة من عصر الهولوسين "بداية الألف السابع قبل الميلاد" وحتى مجيء الإسلام، وقد تم التركيز على تطور التجارة البحرية في فترة النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد في ثلاثة مواقع هي: "راس الحد وراس الجنز والسويح".
دار المخطوطات والوثائق:
تعتبر دار المخطوطات والوثائق بوزارة التراث والثقافة من أشهر المكتبات الثقافية التي تضم في جنباتها 4300 مخطوط ووثيقة عمانية التي تشكل ثروة فكرية وتاريخية فريدة بالنسبة للإسهام العماني في الحضارة الانسانية , وبينما تقوم وزارة التراث والثقافة بصيانة هذه المخطوطات والوثائق والحفاظ عليها بطرق واساليب علمية متطورة , واعداد واصدار فهارس  علمية مصنفة ومبوبة لها بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ونشرها على موقع وزارة التراث والثقافة على شبكة المعلومات العالمية - الانترنت - فانه يتم العمل على الحصول على الوثائق العمانية الموجودة في الخارج , وقد تم الحصول مؤخرا على عدد من الوثائق من روسيا الاتحادية , وتم تطوير اساليب العمل والعرض في دار المخطوطات والوثائق العمانية وتشجيع المواطنين ممن لديهم وثائق او مخطوطات عمانية لتقديمها الى الدار للحفاظ عليها ولتيسير الاستفادة العلمية منها كذلك .
يمثـل الحفاظ على التراث العماني الاصيل ركيزة اساسية للدولة العصرية وملحما من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار ان التراث عنصر اساسي في تشكيل الهوية الوطنية . ويشكل الاهتمام العميق والمتواصل بالحرف التقليدية امتدادا للعناية بالتراث العماني بوجه عام , ومن ثم اهـتمت الحكـومة بـتـشجـيـع القـائمين على هذه الحرف وتطوير مهاراتهم في ظـل الحفـاظ على طبيعة وسمات تـلك الحرف التي تميزت بها دائمـا. وفي هـذا المجـال تـقـوم الـدولـة بشراء انـتـاجـهم الحرفي وتـنظيم المعارض داخـل وخـارج السلطنـة لابراز الموروث الحضاري العماني , وتمثل عملية تسجيل وتوثيق الصناعات الحرفية في كل مناطق وولايات السلطنة خطوة ضرورية للحفاظ على هذه الصناعات والعناية بالعاملين فيها , فان ندوة "حماية الصناعات الحرفية " التي عقدت في فبراير 2005 شكلت  ركيزة هامة لبلورة استراتيجية وطنية للنهوض بالحرف التقليدية وبالصناعات الحرفية خاصة وانها اصبحت احد عناصر الجذب السياحي عبر الاسهام في كثير من المعارض التي يتم تنظيمها داخل السلطنة وخارجها . ومن المعروف انـه يوجد مصنعان أحدهما في بهلاء والأخر في سمائل لانتاج مواد الحرف التـقـليديـة التي يحـرص كثير من السائحين والمواطنين على اقتـنائها كمـا توجد مراكز للتدريب على هذه الحرف في صور وبهلاء وسمائل تحظى باقبال متزايد من قبل الشباب خاصة وانه تم تطويرها بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
واستكمالا لمنظومة التراث العماني الثري - تمثـل المتاحف العمانية بمقتـنياتها العديدة المتـنوعة والنادرة من الآثار، صفحات رائعة من التاريخ العماني الذي يجسد حضارة الشعب العماني ودوره الكبير في الحضارة الإنسانية عبر العصور. وهناك عشرة متاحف في السلطنة الى جانب المتحفين الجديدين اللذين تم افتتاحهما وهما متحف ارض اللبان ومتحف الاسلحة التقليدية , والمتاحف العشرة هي : المتحف العماني , والمتحف الوطني ومتحف التريخ الطبيعي.ومتحف قوات السلطان المسلحة ومتحف الطفل ومتحف قلعة صحار ومتحف صلالة والمتحف العماني الفرنسي ومتحف قلعة نخل ومتحف بيت الزبير .

http://www.omanet.om/arabic/culture/culture2.asp?cat=cult&subcat=cult2

المـواقع الاثريـة في سلطنة عمــان

المواقع الأثرية في سلطنة عُمان
حصن بهلاء
يعتبر أول المواقع التاريخية التي أدرجت ضمن التراث العالمي وأعتمدته منظمة (اليونسكو) كمحمية ثقافية في سلطنة عمان بتاريخ9/12/1987 م في دورتها الثانية عشر و المنعقدة في البرازيل. وتضم المحمية واحة بهلاء بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب 13كم ويعود تاريخ بنائه إلى فترة ما قبل الأسلام.
موقع بات الاثري

يعتبر ثاني موقع يتم إدراجة ضمن قائمة التراث العالمي في سلطنة عمان كمحمية ثقافية في عام 1998 م . وقد اكتشف الموقع عام 1973م وهو عبارة عن قبور من طراز أم النار في الجزء الجنوبي, وفي الجزء الشمالي قبور خلايا النحل التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد, كما تم الكشف عن أبراج مراقبة أو جراسة.
مدينة البليد

محافظة ظفار ولاية صلالة على الشريط الساحلي بين الدهاريز والحافة. تم الكشف عن الجامع الكبير وهو عبارة عن بناء يحتوي على 144عمودا تشكل 13صف من الأعمدة وبالاضافة إلى ملحقات المسجد والقلعة التي كانت سابقا قصرا لحاكم المدينة وعدد من الأبراج الدائرية.
خور روري

محافظة ظفار على الشريط الساحلي بين ولاية طاقة وولاية مرباط, حيث أكدت الدراسات الأثرية أن الموقع يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد, وقد كشفت الحفريات الأثرية عن وجود مستوطنة كبيرة على النمط العربي الجنوبي بفنها المعماري المميز, بينما تشير نقوش الكتابات العربية والعملات المعدنية إلى تسمية الموقع بسمهرم تعود إلى القرن الأول الميلادي, بينما إشارت النصوص اليونانية والإغريقية إلي أن ميناء خور روري هو ميناء موشكا.
شصر/وبار

محافظة ظفار نيابة شصر الطرف الجنوبي من صحراء الربع الخالي ويبعد عن مدينة صلالة 170كم ناحية الشمال.وقد أشارت الدلائل إلى أن الموقع كان مأهولا بالسكان منذ العصر الحجري.
وادي دوكة

الموقع: محافطة ظفار منطقة نجد على المنحدرات الشمالية للممحافظة ويبعد حوالي 35كم إلى الشمال من مدينة صلالة.
ويعتبر وادي دوكة نموذجا للمناطق التي تنمو فيها شجرة اللبان.
  

                                                                                مدافن خلايا النحل في بات

الثقافة والاحتفالات

اهتمام الدولة بالثقافة
شهد عام 2006 منذ بدايته فعاليات عديدة ومتنوعة في إطار فعليات مسقط عاصمة الثقافة العربية من ناحية , وفي اطار الدور الذي تضطلع به وزارة التراث والثقافة في دعم الإبداعات الفكرية والفنية والادبية للكتاب العمانيين وخاصة الشباب ونشر وطباعة إنتاجهم الفكري والأدبي وكذلك تحقيق المخطوطات والكتب التاريخية والتراثية العمانية في شتى مجالات المعرفة , الى جانب استضافة الكثير من الندوات والفعاليات الثقافية والمساهمة الواسعة في عدد كبير منها على المستويات الخليجية والعربية والدولية من ناحية أخرى. 
وإيمانا بأهمية معارض الكتب فإن السلطنة تستضيف سنويا معرض مسقط الدولي للكتاب حيث  تشهد إقبالا كبيرا من الناشرين والمهتمين في جميع المجالات .
 وتعتبر الموسوعة العمانية التي حظيت بمباركة جلالة السلطان المعظم والتي بدأ العمل فيها هي مشروع ثقافي وطني يهدف إلى إصدار كتاب مرجعي شامل عن عمان يضم كل الجوانب ذات الصلة بالأنسان العماني , وستظهر الطبعة الاولى منها في نهاية عام 2010 وقد صدرت عام 2006 موسوعة ارض عمان وهي موسوعة شاملة لاسماء المدن والقرى العمانية والاثار ومعالم السلطنة الطبيعية .
الاحتفالات العمانية
تحرص الحكومة والشعب العماني على إقامة المناسبات الوطنية وإحياء المناسبات والأعياد الدينية ومن هذه المناسبات  العيد الوطني المجيد ويوم النهضة المباركة وعيدي الفطر والأضحى المباركين .
وفي يوم الاحتفال يخرج الشعب العماني شيبا وشبابا ورجالا ونساء فرحين ومستبشرين في محبة ووئام ووحدة روحية خالصة . وتراهم في ملابسهم العمانية التقليدية ورقصاتهم الشعبية الفلكلورية التي تعبر عن فرحتهم بمقدم العيد والمناسبة.

والجدير بالذكر ان جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه يحرص دوما على تشريف الاحتفالات العمانية ومشاركة شعبه الوفي الفرحة والسرور .
ففي المناسبات الوطنية يشرف جلالته مناسبة العيد الوطني  في ساحة الاحتفالات ويتم نقل الاحتفال مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون.
ويحرص جلالته على مشاركة المواطنين في مختلف ولايات ومناطق السلطنة اعيادهم الدينية حيث يحضر جلالته صلوات الاعياد ومشاركة مواطنيه فرحتهم كل عام مشرفا ولاية من ولايات السلطنة.

Nizwa City

Nizwa City

The oasis city of Nizwa, the largest in Picture of Nizwa Grand Mosque the interior province, was the capital of Oman in the 6th and 7th centuries. Today it remains one of the most popular tourist attractions with its historical buildings and imposing fort built in the mid 17th century by Imam Sultan Bin Saif Al Ya'ribi, The town's immense palm oasis stretches for eight kilometers along the course of two wadis. It is famous for its bustling souq where tourists can buy exquisite copper and silver jewellery and other craft items.

Nizwa is located in the heart of Oman about 165 km from Muscat the capital city. Driving is about an hour and a half, the road pass through many Wilayats like Bidbid, Samail, and Izki. The interior climate is cold in the winter from November until March. So many things attract Nizwa visitor ranging from ancient civilization remarks to modern entertainment facilities. Water falls of Tanuf are inspiring and the magnificent Nizwa Fort is a wonder on its own. Paved roads and facilities will take you smoothly to every single village in Nizwa. Many Taxis or local bus transportation services are also available for those who can not drive. Tours also organized by many tour operators. Nizwa Hotel and Falaj Daris hotel are affordable places for relaxation and enjoyment. 
Nizwa old and new souqs (markets) provide the visitor with all his or her needs with many choices to select from, whether you are seeking an old Omani khanjar or a slice of pizza. The Rocky Mountains "Jebal alHajar" are Nizwa background, from there you get to visit Al-Jabal Al-Akhdar and Al-Misfat (>3000m above sea level), Oman most spectacular areas. Up in the mountains, calm summers provide the visitor with a unique fresh air surrounded by breathtaking stones, natural architecture and temperate-zone trees and shrubs. Besides, there are the palm oasis on Wadi (valley) Kalbouh and Al Abiadh from Birkat Almouz to Tanuf, just something you will always feel in need to visit again and again. Falaj Daris is the life maintainer of Nizwa gardens and the water supplier for all domestic purposes. Parks equiped with childern playgrounds are many in the town and outside for all levels and ages. People of Nizwa are friendly, just like all Omanis, they will guide you happily and show you everything that you feel you want to see. Take my word, It is an experience that you will never find anywhere else.




http://www.nizwa.net/oman/nizwa/nizwa.html

فجر التاريخ

تشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية وحضارة الشرق القديمة في الصين والهند وبلاد مابين النهرين فضلا عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا. وتؤكد الحفريات التي أجريت في ولاية صحار إن صناعة تعدين وصهر النحاس كانت من الصناعات الرئيسية في عمان قبل الميلاد بألفي عام.
ويبدو من المؤكد إن دولة مجان التي ورد ذكرها في صحف السومرين هي ذاتها ارض عمان. كما إن مادة اللبان المعروفة حاليا في عمان والذي اعتادت ملكة سبأ إن تقدمه لسليمان علية السلام كان ينتج في محافظة ظفار. ومنذ القدم نشأت في عمان مجتمعات مستقرة احترفت التجارة والزراعة وصيد الأسماك، يرجع بعض المؤرخين نشأتها إلى الالف الرابع قبل الميلاد.
وتذكر روايات التاريخ إن اثنتين من القبائل العربية قد نزحتا الى عمان في القرن الثاني قبل الميلاد، تعرف أحداها باليمنيين وهم الذين وفدوا إليها مباشرة من جنوب غرب الجزيرة العربية والأخرى قبيلة نزار التي جاءت من نجد.
وعندما انهار سد مأرب عام 120 ميلادية تكاثرت هجرات القبائل العربية إلى عمان وكانت أولى الهجرات هي هجرة قبيلة الازد بقيادة مالك بن فهم الازدي، واليها تنتمي أسرة البوسعيدي الحاكمة.
وقد شكلت عمان على امتداد التاريخ مركزاً حضارياً نشطاً تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم. وكانت واحدة من المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب، حيث كانت من أكثر المراكز التجارية ازدهاره في المحيط الهندي حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. و امتدت علاقاتها إلى مختلف القوى الدولية منذ وقت مبكر، وتفاعلت بقوة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي باعتبارها مركزاً للتواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى. حيث كانت لعمان علاقات وصلات مع العديد من الدول في مراحل تاريخية مبكرة منها الصين، والولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، واستقبل سفراؤها باحترام في عواصم تلك الدول وغيرها قبل قرون من الزمن. وبينما تشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية وحضارة الشرق القديم في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين فضلا عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا، فإن الدور الذي اضطلعت به عمان في نشـر الدعوة الإسلامية منذ دخولها طواعية إلى الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أوسع بكثير من مما هو معروف في كثير من الدوائر، باستثناء الدوائر العلمية المتخصصة. لقد مثل التاريخ العماني سلسلة متصلة الحلقات أسوة بتاريخ الأمم والشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي الذي يمر بمراحل مختلفة، وبينما تمكنت عمان خلال حكم اليعاربة الذي بدأ عام 1624 من طرد البرتغاليين من السواحل العمانية، والخليج العربي والمحيط الهندي، فإن الدولة (البوسعيدية) التي بدأت على يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744م، والتي يمثل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظـم – يحفظه الله – امتدادا لها استطاعت على مدى قرنين ونصف القرن أن تضع عمان في مصاف الدول القوية والمؤثرة، وذلك باستثناء بعض مراحل الضعف أو العزلة أو الخلافات الداخلية، والتي كانت تؤدي إلى نوع من الانكفاء الذاتي لأسباب عديدة محلية واقليمية ودولية وهو ما وضعت مسيرة النهضة المباركة حداً له.

   أعلى^^
أسماء عمان:
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها (مجان) و (مزون) و (عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد. فإسم (مجان) ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة، وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم (أرض مجان). اما اسم (مزون) فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب ذوالماء الغزير المتدفق. ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا. وبالنسبة لإسم (عمان) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن، كما قيل انها سميت بعمان نسبة إلى عمان بن ابراهيم الخليل عليه السلام، وقيل كذلك انها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن ابراهيم. وكانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية.


   أعلى^^
عمان والإسلام
لقد كانت رسالة الإسلام منعطفا هاما في تاريخ عمان، حيث استجاب أهل عمان لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ودخلوا الإسلام طواعية وسلما، ثم ما لبثوا إن لعبوا دورا رائدا في تثبيت دعائم الدعوة ونشر راية الإسلام شرقا وغربا.
صلاة العيدوكانت عمان من أوائل البلاد التي اعتنقت الإسلام في عهد الرسول الكريم، فلقد بعث الرسول صلى الله علية وسلم عمرو بن العاص الى جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر ملك عمان حينذاك ليدعو الى الإسلام وكان ذلك حوالي عام 630 ميلادية، ومما جاء في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى جيفر وعبد ابني الجلندي:
(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
"من محمد رسول الله الى جيفر وعبد ابني الجلندي السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنني ادعوكما بدعاية الإسلام اسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة لأنذر مـن كان حيا ويحق القول على الكافرين وأنكما ان أقررتما بالإسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالإسلام فان ملكما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ".
وقد أجابا الأخوين الدعوة واسلما طواعية وأخذا يدعوان وجوه العشائر والقبائل الى الإسلام فاستجاب أهلها لدعوة الحق عن قناعة ورضى، ونتيجة لاتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول صلى الله عليه وسلم أفرادا وجماعات انتشر الإسلام في عمان انتشارا واسعا، وقد أثنى الرسول الكريم على أهل عمان لأنهم آمنوا بدعوته مخلصين دون تردد او الخوف او الضعف وقد دعا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قائلا ((رحم الله أهل الغبيراء امنوا بي ولم يروني)) ولقد دعا الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل عمان بالخير والبركة وكذلك أشاد بهم الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه.
وخلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند، بالإضافة الى المشاركة في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في المنطقة وخارجها.
على إن الإسهام الأبرز لعمان تمثل في الواقع في قيامها عبر نشاطها التجاري والبحري الكبير خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في كثير من مناطق الساحل الشرقي لإفريقيا والى مناطق وسط أفريقيا التي وصل إليها العمانيون كما حمل العمانيون الإسلام معهم الى الصين والموانئ الآسيوية التي تعاملوا معها وفي نفس الوقت مثل الإسلام والقيم الإسلامية رابطا قويا بين العمانيين حافظوا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله.

    أعلى^^
اليعاربة وطرد البرتغاليين
 في أوائل القرن السادس عشر وتحديدا في عام 1507م استطاع البرتغاليون إن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية وذلك بعد مقاومة شديدة من العمانيين.
وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت إلا إن البرتغاليين او غيرهم لم يستطيعوا تجاوز بعض المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق الداخل في عمان بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه ومن بعض المناطق الساحلية حملات المقاومة الوطنية العمانية حتى تم التخلص من الاحتلال البرتغالي بعد نحو قرن ونصف القرن.
يمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماما على عمان في عام 1624م بداية حكم اليعاربة. وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة وعبر تجهيز أسطول بحري قوي تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم.
وقد واصل الإمام سلطان بن سيف هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين خاصة وانه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تم تحرير مسقط عام 1650م وهو ما كان إيذانا بأفول نجم البرتغاليين من منطقة الخليج ككل. والجدير بالذكر إن القوات العمانية طاردت البرتغاليين إلى سواحل الهند وشرق أفريقيا

    أعلى^^
 
الأسرة البوسعيدية
تمثل مبايعة الإمام أحمد بن سعيد الذي كان والياً على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني، إستمرت بمراحلها المختلفة على إمتداد المائتين والخمسة والستين عاماً الأخيرة.
وكان تولي الإمام أحمد بن سعيد الإمامة نزولاً على رغبة أهل الحل والعقد في عمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته، وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس. وقد تمكن الإمام أحمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية، وإنشاء قوة بحرية كبيرة الى جانب أسطول تجاري ضخم، وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية الى السواحل العمانية. كما أعاد لعمان دورها في المنطقة، وليس أدل على ذلك من أنه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة "الرحماني" في عام 1775م الى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربه الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد الدولة العثمانية، وهو يجسد حقيقة أن عمان لم تخضع أبداً للدولة العثمانية، واستطاع الأسطول العماني فك الحصار عن البصرة، وقد كافأته الدولة العثمانية بخراج البصرة فترة من الزمن.
وبعد أن توفي الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق 1198هـ/1783م والتي اتخذ منها عاصمة له، خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم أسرة البوسعيد. وفي عهد حفيده حمد (1199هـ/1784م ـ 1206هـ/1792م) إنتقلت العاصمة من الرستاق الى مسقط لتستقر فيها حتى الآن.
وبغض النظر عن فترات الضعف والإنكماش والتخلف التي حدثت خلال القرنين الماضيين، ونصف القرن الأخير، إلا أن هذه الحقبة قد أثمرت أربعة إنجازات هامة في مسيرة عمان التاريخية:-
1. بناء إمبراطورية عُمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق أفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي، وأقامت علاقات سياسية متوازنة مع القوى العظمى في ذلك الوقت، خاصة بريطانيا وفرنسا، بالإضافة الى الولايات المتحدة.
2. التغلب على مختلف التحديات الداخلية والإقليمية، وغرس أساس قوي لعلاقات متوازنة خليجياً وإقليمياً ودولياً أتاح للسلطنة الحفاظ على مصالحها الوطنية.
3. بناء دولة عصرية مزدهرة تمثل الأم بالنسبة لكل أبنائها.
4. وقبل ذلك وبعده تحقيق إستمرارية ووحدة التاريخ العماني.
أسرة البوسعيد في عمان

صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم
(
حفظه الله ورعاه-  عصر النهضة المباركة)

 السلطان سعيد بن تيمور

السلطان تيمور بن فيصل.

لسلطان تركي بن سعيد بن سلطان

السلطان سعيد بن سلطان بن أحمد (الإمبراطورية العمانية)
االسلطان فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان
الإمام عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن أحمد.
االسيد سالم بن ثويني بن سعيد.
السيد ثويني بن سعيد بن سلطان.
السيد سلطان بن أحمد بن سعيد
الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد.
الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي.